أفضل طريقة لتبييض الأسنان

تبييض الأسنان يُعد من أكثر الإجراءات التجميلية شيوعاً في عالم العناية بالفم، نظراً لأثره المباشر على جمال الابتسامة وثقة الإنسان بنفسه. التغيرات التي تطرأ على لون الأسنان بفعل العوامل المختلفة كالتقدم في العمر، تناول بعض الأطعمة والمشروبات، التدخين، أو حتى بعض الأدوية، دفعت الكثيرين للبحث عن وسائل فعالة وآمنة لاستعادة اللون الأبيض الطبيعي للأسنان. تتفاوت طرق التبييض بين ما هو طبي محترف يُجرى داخل عيادة الأسنان، وما هو منزلي عبر منتجات متعددة، وبين وصفات طبيعية يشيع استخدامها في مختلف الثقافات. وفي هذا المقال الموسع، سنستعرض بتفصيل دقيق وعلمي شتى طرق تبييض الأسنان، مزاياها، أضرارها المحتملة، وتقييم فعاليتها، مع إرشادات لاختيار الأنسب منها، وفقاً لمعايير السلامة والصحة.

العوامل التي تؤدي إلى تغير لون الأسنان

قبل الحديث عن وسائل التبييض، لا بد من فهم الأسباب الأساسية لتغير لون الأسنان، لأنها تلعب دوراً مهماً في اختيار الطريقة المناسبة لعلاج الاصفرار أو التبقع:

• العوامل الخارجية: وتشمل التصبغات الناتجة عن القهوة، الشاي، المشروبات الغازية، التدخين، وبعض الأطعمة الغنية بالألوان مثل الكاري والتوت الأحمر.

• العوامل الداخلية: مثل التبقعات الناتجة عن استخدام التتراسيكلين خلال فترة تكوّن الأسنان، أو نتيجة إصابة الأسنان بصدمات، أو بسبب التقدم في العمر حيث يتآكل المينا ويظهر العاج الداكن تحتها.

• العوامل الوراثية: بعض الأشخاص يولدون بلون أسنان يميل للصفار نتيجة التركيبة الجينية.

التبييض الاحترافي في عيادة الأسنان

يُعتبر التبييض عند طبيب الأسنان الخيار الأكثر فاعلية وسرعة، إذ يستخدم أطباء الأسنان مواد قوية مخصصة لهذا الغرض وتحت رقابة طبية دقيقة. ومن أبرز طرق التبييض الاحترافي:

1. التبييض بالليزر

يعتمد على استخدام مادة بيروكسيد الهيدروجين عالية التركيز، تُوضع على الأسنان وتُفعل باستخدام جهاز ليزر ضوئي. يتم هذا الإجراء خلال جلسة واحدة تستغرق ما بين 30 إلى 60 دقيقة.

المميزات:

• نتائج فورية تظهر منذ الجلسة الأولى.

• إجراء آمن عند تطبيقه تحت إشراف طبيب مختص.

• مناسب للحالات التي تتطلب تبييضاً سريعاً قبل المناسبات.

العيوب:

• كلفة مرتفعة نسبياً.

• إمكانية حدوث حساسية مؤقتة في الأسنان بعد الجلسة.

• قد لا يكون فعالاً على التبقعات الداخلية العميقة.

2. التبييض الكيميائي في العيادة

يتم من خلال وضع جل التبييض بتركيز عالٍ على الأسنان دون استخدام ضوء أو ليزر. وغالباً ما يتم هذا على عدة جلسات متتالية للحصول على نتيجة مرضية.

المميزات:

• آمن وفعّال.

• النتائج تدوم لفترات طويلة إذا ما تم الحفاظ على النظافة الفموية.

العيوب:

• يستغرق وقتاً أطول مقارنة بالليزر.

• يجب تكراره بشكل دوري كل سنة أو سنتين.

التبييض المنزلي بوصفة من الطبيب

يوفر الأطباء أطقم تبييض منزلية تعتمد على نفس مواد التبييض المستخدمة في العيادات لكن بتركيز أقل، ويُرفق معها قالب خاص للأسنان.

طريقة الاستخدام:

• يتم وضع جل التبييض داخل القالب.

• يُلبس القالب على الأسنان لفترة محددة يومياً (من 30 دقيقة إلى ساعتين) لمدة أسبوعين تقريباً.

المميزات:

• نتائج واضحة بعد الاستخدام المنتظم.

• أكثر راحة للمستخدم ويمكن التحكم في الوقت والمكان.

• كلفة أقل من التبييض داخل العيادة.

العيوب:

• يتطلب التزاماً يومياً وصبراً للحصول على نتائج.

• احتمال حدوث تهيج في اللثة أو حساسية في الأسنان عند الإفراط في الاستخدام.

منتجات تبييض الأسنان المتوفرة في الصيدليات

تتعدد هذه المنتجات ما بين معاجين، شرائط، جل، وأقلام تبييض. تُستخدم عادة دون إشراف طبي، لكن فعاليتها تختلف من منتج لآخر.

1. شرائط التبييض

تحتوي على مواد تبييض بتركيز خفيف، وتلصق على الأسنان لفترات محددة يومياً.

الميزات:

• سهلة الاستخدام.

• متوفرة تجارياً.

• نتائج تدريجية بعد حوالي أسبوعين.

السلبيات:

• لا تصل إلى جميع مناطق الفم.

• قد تسبب تحسساً عند الاستخدام المفرط.

2. معجون الأسنان المبيض

يحتوي على مواد كاشطة خفيفة تزيل التصبغات السطحية فقط دون تغيير لون السن الداخلي.

الميزات:

• مناسب للاستخدام اليومي.

• يحافظ على النتائج بعد التبييض الاحترافي.

السلبيات:

• تأثيره محدود جداً على اللون العام للأسنان.

الطرق الطبيعية لتبييض الأسنان

تنتشر بين الناس وصفات طبيعية يُقال إنها تساعد على تبييض الأسنان، لكن فعاليتها ليست دائماً مدعومة علمياً، وبعضها قد يحمل أضراراً محتملة.

1. الفحم النشط

يستخدم كمادة كاشطة لامتصاص التصبغات من سطح الأسنان، وغالباً ما يُستخدم على شكل مسحوق.

المميزات:

• رائج وسهل الاستخدام.

• قد يزيل التصبغات السطحية.

السلبيات:

• تأثيره ضئيل على التبييض الحقيقي.

• قد يؤدي إلى تآكل المينا عند الاستخدام المفرط.

2. صودا الخبز (بيكربونات الصوديوم)

تعمل كمادة كاشطة لإزالة البقع السطحية، وتدخل في تركيبات بعض المعاجين.

التحذيرات:

• الإفراط في استخدامها يؤدي إلى تآكل طبقة المينا.

• يجب دمجها مع معجون فلورايدي للوقاية من تسوس الأسنان.

3. زيت جوز الهند

يستخدم في طريقة تسمى “السحب بالزيت”، حيث يُتمضمض الفم به لمدة تتراوح بين 10-20 دقيقة.

الادعاءات:

• يقال إنه يزيل البكتيريا ويقلل من التصبغات.

الملاحظات العلمية:

• لا يوجد دليل كافٍ يثبت قدرته على تبييض الأسنان.

• مفيد للصحة الفموية بشكل عام لكنه لا يُعتبر طريقة فعالة للتبييض.

مقارنة تفصيلية بين طرق التبييض

نصائح للحفاظ على نتائج التبييض

حتى بعد الحصول على نتائج مرضية من التبييض، فإن الحفاظ عليها يتطلب اتباع روتين صارم للعناية بالفم والأسنان، ومنها:

• تنظيف الأسنان مرتين يومياً بمعجون يحتوي على الفلورايد.

• استخدام خيط الأسنان بانتظام لإزالة بقايا الطعام.

• تجنب تناول المشروبات الملونة مثل القهوة، الشاي، النبيذ الأحمر.

• التوقف عن التدخين نهائياً.

• استخدام الشفاط عند شرب المشروبات الملونة لتقليل تماسها مع الأسنان.

• مراجعة طبيب الأسنان دورياً للتنظيف الاحترافي والمتابعة.

اعتبارات صحية قبل البدء في التبييض

ليست كل حالات اصفرار الأسنان تستجيب للتبييض، كما أن بعض الأفراد قد لا يكونون مرشحين مناسبين لمثل هذه الإجراءات. ومن أهم الشروط:

• عدم وجود تسوس أو أمراض لثوية غير معالجة.

• عدم وجود ترميمات أمامية (كالحشوات التجميلية والتيجان)، لأن التبييض لا يؤثر على المواد الترميمية.

• تقييم الطبيب لحالة المينا وقابلية الأسنان للتحمل.

• الحذر في حالات الأسنان الحساسة.

الخلاصة

اختيار أفضل طريقة لتبييض الأسنان يعتمد على عدة عوامل تشمل نوع التصبغات، الميزانية المتوفرة، سرعة الحصول على النتائج، والحالة الصحية للفم. التبييض تحت إشراف طبيب أسنان يُعد الخيار الأكثر أماناً وفعالية، بينما يمكن لبعض الطرق المنزلية أن تكون خياراً مكملاً أو بديلًا في حال استخدامها بطريقة معتدلة وصحيحة. الحفاظ على بيئة فموية نظيفة وتجنب المسببات الرئيسة لاصفرار الأسنان تبقى هي الخطوة الأساسية لضمان ابتسامة ناصعة وطويلة الأمد.

المراجع:

1. American Dental Association (ADA) – https://www.ada.org

2. Mayo Clinic – Teeth Whitening: What You Should Know – https://www.mayoclinic.org